فصل: الفصل الرابع: في أنواع مِنَ الآلاتِ والأدواتِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فقه اللغة وسر العربية ***


مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه رسالة جعلها أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري رحمه الله، مقدمة على فقه اللغة وسر العربية، الذي ألَّفه لمجلس الأمير السيد أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، عفا الله عنه قال‏:‏

من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزند للنار‏.‏ ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، لبتي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلا يَحْسُنُ فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ به من ضروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة‏.‏

ولِما شرفها الله تعالى عزَّ اسمه وعظَّمها، ورفع خطرها وكرَّمها، وأوحى بها إلى خير خلقه، وجعل لسانَ أمينه على وحيه، وخلفائه في أرضه، وأراد بقضائها ودوامها حتى تكون في هذه العاجلة لخيار عباده، وفي تلك الآجلة لساكني جنانه ودار ثوابه، قيَّض لها حفظة وخزنة من خواصه من خيار الناس وأعيان الفضل وأنجم الأرض، تركوا في خدمتها الشهوات وجابوا الفلوات ونادموا لاقتنائها الدفاتر وسامروا القماطر والمحابر، وكدّوا في حصر لغاتها طباعهم، وأشهروا في تقييد شواردها أجفانهم وأجالوا في نظم قلائدها أفكارهم، وأنفقوا على تخليد كتبها أعمارهم، فعظمت الفائدة وعمَّت المصلحة وتوفّرت العائدة، وكلما بدأت معارفها تتنكَّر أو كادت معالمها تتستّر أو عَرَض لها ما يشبه الفترة ردَّ الله تعالى لها الكرَّة فأهبَّ ريحها ونفق سوقها بفرد من أفراد الدهر أديب ذي صدر رحيب وقريحة ثاقبة ودراية صائبة ونفس سامية وهمَّة عالية، يحبُّ الأدب ويتعصَّب للعربية، فيجمع شملها ويكرم أهلها ويحرِّك الخواطر الساكنة لإعادة رونقها ويستثير المحاسن الكامنة في صدور المتحلين بها ويستدعي التأليفات البارعة في تجديد ما عفا من رسوم طرائفها ولطائفها مثل الأمير السيد الأوحد أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي أدام الله تعالى بهجته، وأين مثله وأصله أصله، وفضله فضله‏؟‏

هيهات لا يأتي الزمان بمثله *** إن الزمان بمثله لَبَخيلُ‏.‏

وما عسيت أن أقول فيمن جمع أطراف المحاسن، ونظم أشتات الفضائل، وأخذ برقاب المحامد واستولى على غايات المناقب، فإن ذُكِرَ كَرَمُ المنصب وشرف المُنْتَسَب كانت شجرته الميكالية في قرار المجد والعلاء أصلها ثابت وفرعها في السماء، وإن وُصِفَ حُسنُ الصورة الذي هو أول السعادة وعنوان الخير وسمة السيادة كان في وجهه المقبول الصبيح ما يستنطق اللسان بالتسبيح لا سيما إذا ترقرق ماء البشر في غرَّته وتفتق نور الشَّرف من أسرته، وإن مُدِحَ حُسْنُ الخُلُقِ فله أخلاق خُلِقْنَ من الكرم المحض وشِيَمٌ تُشَام منها بارقة المجد فلو مُزِجَ بها البحر لعَذُبَ طعمه ولو استعارها الزمان لما جار على حرٍّ حُكمه، وإن أُجرِيَ حديث بُعد الهمَّة ضربنا به المثل وتمثلنا همَّته على هامة زُحل، وإن نُعِتَ الفِكرُ العميق والرأي الزنيق فله منهما فلك يحيط بجوامع الصَّواب ويدور بكواكب السداد، ومرآة تريه ودائع القلوب وتكشف عن أسرار الغيوب، وإن حُدِّثَ عن التواضع كان أولى بقول البحتري ممن قال فيه‏:‏

دنَوتَ تواضعا وعَلوت مَجدا *** فشأناك انخفاض وارتفاع‏.‏

كذاك الشمس تَبعُد أن تُسامى *** ويدنو الضوء منها والشعاع‏.‏

وأما سائر أدوات الفضل وآلات الخير وخصال المجد فقد قسم الله تعالى له منها ما يباري الشمس ظَهورا ويجاري القَطر وُفورا، وأما فنون الآداب فهو ابن بَجدَتِها وأخو جملتها وأبو عُذرتها ومالك أزِمَّتها، وكأنما يوحى إليه في الاستنار بمحاسنها والتفرُّد ببدائعها، ولله هو إذا غَرَسَ الدُّر في أرض القرطاس وطرَّز بالظلام رداء النهار وألقت بحار خواطره جواهر البلاغة على أنامله فهناك الحسن برمَّته والإحسان بكليَّته وله ميراث الترسل بأجمعه إذ قد انتهت إليه اليوم بلاغة البلغاء فما تُظلُّ الخضراء ولا تُقِلُّ الغبراء في زمننا هذا أجرى منه في ميدانها وأحسن تصريفا منه لمنانها فلو كنت بالنّجوم مُصدِّقا لقلتُ‏:‏ قد تأنَّق عُطارد في تدبيره وقَصَر عليه معظم همَّته ووقف في طاعته عند أقصى طاقته، ومن أراد أن يسمع سرَّ النظم وسحر النثر ورُقية الدهر‏.‏ويرى صَوبَ العقل ودَوبَ الظّرف ونتيجة الفضل، فليَستَنْشِد ما أسفر عنه طبع مجده وأثمره عالي فكره من مُلَحٍ تمتزج بأجزاء النفوس لِنَفاستها وتُشرَبُ بالقلوب لسلاستها‏:‏

قَوافٍ إذا ما رواها المَشُو *** قُ هزّت لها الغانيات القدودا‏.‏

كَسَون عبيدا ثياب العبيد *** وأضحى لبيدٌ لديها بليدا‏.‏

وايم الله ما من يوم أسعفني فيه الزمان بمواجهة وجهه وأسعدني بالاقتباس من نوره والاغتراف من بحره فشاهدتُ ثمار المجد والسؤدد تنتثر من شمائله ورأيت فضائل أفراد الدهر عِيالا على فضائله وقرأت نسخة الكرم والفضل من ألحاظه وانتَبَهَت فرائد الفوائد من ألفاظه إلا تذكرت ما أنشدنيه أدام الله تأييده لعلي بن الرومي‏:‏

لولا عجائب صنع الله ما نبتت *** تلك الفضائل في لحم ولا عصب‏.‏

وأنشَدتُ فيما بيني وبين نفسي وردَّدت قول الطائي‏:‏

فلو صوَّرت نفسك لم تزدها *** على ما فيك من كرم الطِّباعِ‏.‏

وثنَّيت بقول كُشاجم‏:‏

ما كان أحوج ذا الكمال إلى *** عيبٍ يُوَقِّيه من العينِ‏.‏

وثلَّثت بقول المتنبي‏:‏

فإن تَفُقِ الأنامَ وأنتَ منهم *** فإنَّ المسكَ بعض دمِ الغزالِ‏.‏

ثمَّ استعرتُ فيه لسان أبي إسحاق الصابي حيث قال للصاحب- ورَّثه الله أعمارها كما ورَّثه في البلاغة أقدارَهما‏:‏

الله حسبي فيك من كلِّ ما *** يُعَوِّذُ العبدُ به المَولى‏.‏

ولا تَزل تَرفُلُ في نعمةٍ *** أنت بها من غيرك الأولى‏.‏

وما أنسَ لا أنسَ أيامي عنده بفيروزأباد إحدى قراه برستاق جُوَين سقاها الله ما يَحكي أخلاق صاحبها من سَبَل القَطر فإنا كانت بطلعته البدريَّة وعشرته العطريَّة وآدابه العلويَّة وألفاظه اللؤلؤية مع جلائل إنعامه المذكورة ودقائق إكرامه المشكورة وفوائد مجالسه المعمورة ومحاسن أقواله وأفعاله التي يعيا بها الواصفون‏.‏ أنموذجات من الجنّة التي وعد المتقون، فإذا تذكرتُها في تلك المرابع التي هي مراتع النواظر والمصانع التي هي مطالع العيش الناضر، والبساتين التي إذا أخذت بدائع زخارفها ونشرت طرائف مطارفها، طُوِيَ لها الديباج الخُسرَواني ونُفيَ معها الوَشيُ الصَّنعانيُّ، فلم تُشَبَّه إلا بِشِيَمِه وآثار قلمه وأزهار كَلمِه تذكرت سَحَراً ونسيماً وخيرا عميماً وارتياحاً مُقيما وروحاً وريحاناً ونعيماً‏.‏

وكثيراً ما أحكي للإخوان والأصدقاء‏:‏ أني استغرقت أربعة أشهر هناك بحضرته، وتوفَّرت على خدمته، ولازمت في أكثر أوقات الليل والنهار عاليَ مجلسه، وتعطّرتُ عند ركوبه بغبار موكبه‏.‏ فبالله أقسم يمينا قد كنت عنها غنيا وما كنت أوليها لو خِفتُ حِنثاً فيها، أني ما أنكرت طَرَفا من أخلاقه ولم أشاهد إلا مجداً وشرفاً من أحواله وما رأيته اغتاب غائبا أو سَبَّ حاضرا أو حَرَم سائلا أو خيَّب آملا أو أطاع سلطان الغضب والحَرَد أو تَصَلَّى بنار الضَّجر في السفر أو بَطَشَ بَطْشَ المُتَجَبِّر وما وجدت المآثر إلا ما يتعاطاه ولا المآثم إلا ما يتخطاه فعوَّذته بالله، وكذلك الآن من كلّ طَرْف عائن وصدر خائن‏.‏

هذا ولو أعارتني خُطباء إياد ألسنتها وكتَّابُ العراق أيديها في وصف أياديه التي اتَّصلت عندي كاتصال السُّعود وانتظمت لديَّ في حالَتيْ حُضوري وغيبتي كانتظام العقود‏.‏ فقلت في ذكرها طالبا أمد الإسهاب وكتبتُ في شكرها مادَّاً أطناب الإطناب لَما كنت بعد الاجتهاد إلا مائلا في جانب القُصور متأخراً عن الغرض المقصود فكيف وأنا قاصرُ سعي البلاغة قصير باع الكتابة‏.‏ وعلى هذا فقد صَدِئَ فهمي مع بعدٍ كان عن حضرته وتكدر ماء خاطري لتطاول العهد بخدمته وتكسَّر في صدري ما عجزَ عن الإفصاح به لساني فكأن أبا القاسم الزّعفرانيّ أحد شعراء العصر اللذين أورَدْتُ مُلْحَهم في كتاب يتيمة الدهر قد عبَّر عن قلبي بقوله‏:‏

لي لسان كأنه لي معادي *** ليس يُنبي عن كُنه ما في فؤادي‏.‏

حَكَمَ الله لي عليه فلو أُنـ *** ـصِفَ قلبي عرفتَ قدرَ ودادي‏.‏

فإلى من جمَّل الزمان بمجده وشرَّف أهل الآداب بمناسبة طبعه ونظر لذوي الفضل بامتداد ظله وداوى أحوالهم بطبِّ كرمه، أرغب في أن يجعل أيامه المَسْعودة أعظم الأيام السالفة يُمنا عليه، ودون الأيام المستقبلة فيما يحب ويحب أولياؤه له، وأن يديم إمتاعه بظلّ النعمة ولباس العافية وفِراشِ السلامة ومركب الغبطة، ويطيل بقاءه مصونا في نفسه وأعِزّته، متمكنا مما يقتضيه عالي همَّته، وأن يَجمعَ له المدَّ في العُمر إلى النفاذ في الأمر والفوز بالمثوبة من الخالق والشكر من المخلوقين، ويجمع آماله من الدنيا والدين‏.‏

وأعود- أدام الله تأييد الأمير السيد الأوحد- لِما افتتحت له رسالتي هذه فأقول‏:‏

إنّي ما عدلت بمؤلفاتي هذه إلى هذه الغاية عن اسمه ورسمه إخلالا بما يلزمني من حق سؤدده بل إجلالا له عمّا لا أرضاه للمرور بسمعه ولحظه وتحاميا بعَرضِ بضاعتي المزجاة على قوة نَقدِهِ وذهابا بنفسي عن أن أهدي للشمس ضوءا أو أن أزيد في القمر نورا فأكون كجالب المسك إلى أرض التُّرك أو العود إلى بلاد الهنود أو العنبر إلى البحر الأخضر‏.‏

وقد كانت تجري في مجلسه- آنسه الله- نُكَتٌ من أقاويل أئمَّة الأدب في أسرار اللغة وجوامعها ولطائفها وخصائصها، مما لم يتنبَّهوا لجمع شمله ولم يتوصَّلوا إلى نظم عقده وإنما اتجهت لهم في أثناء التأليفات وتضاعيف التصنيفات لُمَعٌ يسيرة كالتوقيعات، وفِقَرٌ خفيفة كالإشارات فيُلَوِّح لي- أدام الله دولته- بالبحث عن أمثالها وتحصيل أخواتها وتذييل ما يتّصل بها وينخرط في سلكها وكسر دفتر جامع عليها وإعطائها من النِّيقة حقها‏.‏ وأنا ألوذ بأكناف المحاجزة وأحوم حول المدافعة وأرعى روض المماطلة لا تهاونا بأمره الذي أراه كالمكتوبات ولا أميّزه عن المفروضات ولكن تفاديا من قصور سهمي عن هدف إرادته وانحرافا عن الثقة بنفسي في عمل ما يصلح لخدمته إلى أن اتفقت لي في بعض الأيام التي هي أعياد دهري وأعيان عمري مواكبة القمرين بمسايرة ركابه ومواصلة السعدين بصلة جنابه في متوجِّهه إلى فيروزآباد إحدى قراه من الشاميات ومنها إلى خُدايداد عمَّرها الله بالدوام عمره، فلما‏:‏

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا *** وسالت بأعناق المطيِّ الأباطحُ‏.‏

وعُدنا للعادة عند الإلتقاء في تجاذب أهداب الآداب، وفتق نوافج الأخبار والأشعار، أفضتْ بنا شجون الحديث إلى هذا الكتاب المذكور، وكونه شريف الموضوع أنيق المسموع إذا خرج من العدم إلى الوجود‏.‏ فأحلت في تأليفه على بعض حاشيته من أهل الأدب إذا أعاره- أدام الله قُدرته- لمحةً من هدايته وأدَّه بشعبة من عنايته، فقال لي صدّق الله قوله ولا أعدم الدنيا جماله وطَولَه كما أذاق العِدا بأسه وصَولَه‏:‏

إنك إن أخذت فيه أجدت وأحسنت، وليس له إلا أنت‏.‏

فقلت له‏:‏ سمعاً سمعا، ولم أسْتَجِز لأمره دَفعا، بل تقبَّلته باليدين ووضعته على الرأس والعين‏.‏ وعاد- أدام الله تمكينه- إلى البلدة عَودَ الحَلي إلى العاطل والغيث إلى الرَّوض الماحِل فأقام لي في التأليف معالم أَقِفُ عندها وأقفوا حدَّها وأهاب بي إلى ما اتخذته قِبلة أُصلِّي إليها وقاعدة أبني عليها من التمثيل والتنزيل والتفصيل والترتيب والتقسيم والتقريب‏.‏ وكنت إذ ذاك مقيم الجسم شاخص العزم فاستأذنته في الخروج إلى ضيعة لي متناهية الاختلال بعيدة المزار فأجمع فيها بين الخلوة والتأليف وبين الاستعمار‏.‏ فأذن لي- أدام الله غِبطته- على كره منه لفرقتي وأمر- أعلى الله أمره- بتزويدي من ثمار خزائن كتبه عمَّرها الله بطول عمره ما أستَظهِرُ به على ما أنا بصدده‏.‏ فكان كالدليل يعين ذا السفر بالزاد والطبيب يتحف المريض بالدواء والغذاء‏.‏ وحين مضيت لِطِيَّتي وألممت بمقصدي وجدتُ بركة حُسْن رأيه ويُمن اعتزائي إلى خدمته قد سبقاني إليه وانتظراني به وحصلت مع البعد عن حضرته في مطرح من شعاع سعادته يُبَشِّرُ بالصُّنع الجميل ويؤذن بالنُّجح القريب‏.‏ وَتُرِكْتُ والأدب والكتب أنتقي منها وأنتخب وأفَصِّل وأبَوِّب وأقَسِّم وأرَتب وأنتجع من الأئمة مثل الخليل والأصمعي وأبي عمرو الشيباني والكسائي والفرَّاء وأبي زيد وأبي عبيدة وأبي عبيد وابن الأعرابي والنضر بن شميل وأبوي العبّاس وابن دريد ونِفطَوية وابن خالَوَيه والخارَزَنجي والأزهري ومن سواهم من ظرفاء الأدباء الذين جمعوا فصاحة البلغاء إلى إتقان العلماء، ووعورة اللغة إلى سهولة البلاغة كالصاحب أبي القاسم وحمزة بن الحسن الأصبهاني وأبي الفتح المراغِيَ وأبي بكر الخوارزمي والقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجُرجاني وأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القَزويني، وأجتبي من أنوارهم، وأجتني من ثمارهم، وأقتفي آثار قوم قد أقفرت منهم البقاع وأجمع في التآليف بين أبكار الأبواب والأوضاع، وعُون اللغات والألفاظ كما قال أبو تمّام‏:‏

أمّا المعاني فهي أبكار إذا افـ *** ـتُضَّتْ ولكنَّ القوافِيَ عُونُ‏.‏

ثم اعترضتني أسباب وعَرَضت لي أحوال أدَّت إلى إطالة عِناقِ الغيبة عن تلك الحضرة المسعودة والمُقام تحت جَناحِ الضَّرورة من الضَّيعة المذكورة بِمَدْرَجَةٍ من النوائب تَصُكُّني فيها سفاتجُ الأحزان وترسل عليَّ شُواظاً من نار القُفْص الذين طَغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد‏:‏

ولا قَرَارَ على زَأْرٍ مِنَ الأسدِ ***

إلا أن ذكر الأمير السيد الأوحد أدام الله تأييده كان هِجِّيرَيَ في تلك الأحوال، والاستظهار بتمييز الاغتزاء إلى خدمته شعاري في تلك الأهوال، فلم تبسط النكبة إليَّ يدها إلا وقد قبضتها عنّي سعادته، ولم تمتدَّ بي أيام المحنة إلا وقد قصَّرَتها عني بركته‏.‏ وكانت كتبه الكريمة الواردة عليَّ تكتب لي أمانا من دهري وتهدي الهدوء إلى قلبي، وإن كانت تسحر عقلي، وتُثْقِلُ بالمنن ظهري، إلى أن وافق ما تفضَّل الله به من كشف الغمَّة، وحلِّ العقدة وتيسير المسير ورفع عوائق التعسير، اشتمال النظام على ما دبَّرته من تأليف الكتاب باسمه، ولمشارفة الفراغ من تشييد ما أسسته برسمه، راجيا أن يُعبِرَهُ نَظَر التهذيب، ويأمر بإجالة قلم الإصلاح فيه وإلحاق ما يرقع خرقه ويجبر كسره بحواشيه‏.‏

ولما عاودتُ رواقَ العزِّ واليمن من حضرته، وراجعت روح الحياة ونسيم العيش بخدمته، وجاوزت بحر الشَّرف والأدب من عالي مجلسه، أدام الله أسَّ الفضل به، فتح لي إقبالهُُ رِتاجَ التخيير، وأزهر لي قربه سِراجَ التَّبَصُّر في استتمام الكتاب وتقرير الأبواب، فبلغت بها الثلاثين على مهل ورويَّة، وضمَّنتها من الفصول ما يُناهِزُ ستَّ مئة فصل‏.‏ وهذا ثَبَتُ الأبواب‏:‏

الباب الأول‏:‏ في الكلِّيات، وفيه أربعة عشر فصلا‏.‏

الباب الثاني‏:‏ في التنزيل والتمثيل، وفيه خمسة فصول‏.‏

الباب الثالث‏:‏ في الأشياء تختلف أسماؤها وأوصافها باختلاف أحوالها، وفيه ثلاثة فصول‏.‏

الباب الرابع‏:‏ في أوائل الأشياء وأواخرها، وفيه ثلاثة فصول‏.‏

الباب الخامس‏:‏ في صغار الأشياء وكبارها وعظامها وضخامها، وفيه عشرة فصول‏.‏

الباب السادس‏:‏ في الطول والقِصر، وفيه أربعة فصول‏.‏

الباب السابع‏:‏ في اليبس واللين والرطوبة، وفيه أربعة فصول‏.‏

الباب الثامن‏:‏ في الشدَّة والشديد من الأشياء، وفيه أربعة فصول‏.‏

الباب التاسع‏:‏ في الكثرة والقلَّة، وفيه ثمانية فصول‏.‏

الباب العاشر‏:‏ في سائر الأوصاف والأحوال المتضادّة، وفيه سبة وثلاثون فصلا‏.‏

الباب الحادي عشر‏:‏ في المَلء والامتلاء والصفوة والخلاء، وفيه عشرة فصول‏.‏

الباب الثاني عشر‏:‏ في الشيء بين الشيئين، وفيه ستة فصول‏.‏

الباب الثالث عشر‏:‏ في ضروب الألوان والآثار، وفيه تسعة وعشرون فصلا‏.‏

الباب الرابع عشر‏:‏ في أسنان الناس والدواب وتنقل الحالات بها، وفيه سبعة عشر فصلا‏.‏

الباب الخامس عشر‏:‏ في الأصول والأعضاء والرءوس والأطراف وأوصافها، وما يتولد منها ويتصل بها ويذكر منها، وفيه ستة وستون فصلا‏.‏

الباب السادس عشر‏:‏ في الأمراض والأدواء وما يتلوها وما يتعلق بها، وفيه أربعة وعشرون فصلا‏.‏

الباب السابع عشر‏:‏ في ضروب الحيوانات وأوصافها، وفيه تسعة وثلاثون فصلا‏.‏

الباب الثامن عشر‏:‏ في الأحوال والأفعال الحيوانية، وفيه سبعة وعشرون فصلا‏.‏

الباب التاسع عشر‏:‏ في الحركات والأشكال والهيئات وضروب الضَّرب والرمي، وفيه أربعون فصلا‏.‏

الباب العشرون‏:‏ في الأصوات وحكاياتها، وفيه ثلاثة وعشرون فصلا‏.‏

الباب الحادي والعشرون‏:‏ في الجماعات، وفيه أربعة عشر فصلا‏.‏

الباب الثاني والعشرون‏:‏ في القطع والانقطاع والقِطَع وما يقاربها من الشق والكسر وما يتصل بهما، وفيه سبعة وعشرون فصلا‏.‏

الباب الثالث والعشرون‏:‏ في اللباس وما يتصل به والسلاح وما ينضاف إليه وسائر الأدوات والآلات وما يأخذ مأخذها، وفيه تسعة وأربعون فصلا‏.‏

الباب الرابع والعشرون‏:‏ في الأطعمة والأشربة وما يناسبها، وفيه سبعة عشر فصلا‏.‏

الباب الخامس والعشرون‏:‏ في الآثار العُلويَّة وما يتلو الأمطار من ذكر المياه وأماكنها، وفيه ثمانية عشر فصلا‏.‏

الباب السادس والعشرون‏:‏ في الأرضين والرمال والجبال والأماكن والمواضع وما يتَّصل بها، وفيه سبعة عشر فصلا‏.‏

الباب السابع والعشرون‏:‏ في الحجارة، وفيه ثلاثة فصول‏.‏

الباب الثامن والعشرون‏:‏ في النبت والزرع والنخيل، وفيه سبعة فصول‏.‏

الباب التاسع والعشرون‏:‏ في ما يجري مجرى الموازنة بين العربية والفارسية، وفيه خمسة فصول‏.‏

الباب الثلاثون‏:‏ في فنون مختلفة الترتيب من الأسماء والأفعال والأوصاف، وفيه تسعة وعشرون فصلا‏.‏

وقد أخترت لترجمته وما أجعله عنوان معرفته ما اختاره أدام الله توفيقه من فقه اللغة وشَفَعْتُهُ بـسر العربية ليكون اسما يوافق مسمَّاه ولفظا يطابق معناه‏.‏ وعهدي به- أدام الله تأييده- يستحسن ما أنشدته لصديقه أبي الفتح‏:‏ علي بن محمد البُستيّ ورَّثه الله عمره‏:‏

لا تُنكِرَنَّ إذا أَهدَيتُ نحوك مِنْ *** علومِكَ الغُرَّ أو آدابكَ النُّتَفا‏.‏

فَقَيِّم الباغِ قد يُهدي لمالكه *** برسمِ خِدمَتِهِ من باغهِ التُّحَفا‏.‏

وهكذا أقول له بعد تقديم قول أبي الحسن بن طَبَاطَبَا فهو الأصل في معنى ما سقت كلامي إليه‏:‏

لا تُنْكِرَنْ إهداءنا لك منطِقاً *** منك استَفَدْنا حُسنَهُ ونِظامَهُ‏.‏

فالله عزَّ وجلَّ يَشكُرُ فِعلَ مَنْ *** يَتْلو عليه وحيَهُ وكلامَهُ‏.‏

والله الموفق للصواب‏.‏

وهذا حينُ سياقة الأبواب‏.‏

القسم الأول‏:‏ فقه اللغة

في الكليّات

‏(‏وهي ما أطلق أئمة اللًغة في تفسيره لفظة كلّ‏)‏‏.‏

الفصل الأوّل‏:‏ فيما نَطَقَ بِهِ القرآنُ منْ ذلكَ وجاءَ تفسيرُهُ عنْ ثِقاتِ الأئمةِ

كلُّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سماء‏.‏

كلُّ أرض مُسْتَوِيَةٍ فهي صَعيد‏.‏

كلُّ حاجِزِ بَينَ الشَيْئينِ فَهو مَوْبِق‏.‏

كل بِناءَ مُرَبَّع فهوَ كَعْبَة‏.‏

كلُّ بِنَاءٍ عال فهوَ صَرْحٌ‏.‏

كلُ شيءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرْضِ فهو دَابَّةٌ‏.‏

كلُّ ما غَابَ عن العُيونِ وكانَ مُحصَّلا في القُلوبِ فهو غَيْب‏.‏

كلُّ ما يُسْتحيا من كَشْفِهِ منْ أعضاءِ الإِنسانِ فهوَ عَوْرة‏.‏

كلُّ ما أمْتِيرَ عليهِ منَ الإِبلِ والخيلِ والحميرِ فهو عِير‏.‏

كلُّ ما يُستعارُ من قَدُومٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ أو قَصْعَةٍ فهو مَاعُون‏.‏

كلُّ حرام قَبيحِ الذِّكرِ يلزَمُ منه الْعارُ كثَمنِ الكلبِ والخِنزيرِ والخمرِ فهوَ سُحْت‏.‏

كلُّ شيءٍ منْ مَتَاعِ الدُّنْيا فهو عَرَض‏.‏

كلُّ أمْرٍ لا يكون مُوَافِقاً للحقِّ فهو فاحِشة‏.‏

كلُّ شيءٍ تَصيرُ عاقِبتُهُ إلى الهلاكِ فهو تَهْلُكة‏.‏

كلُّ ما هَيَجتَ بهِ النارَ إذا أوقَدْتَها فهو حَصَب‏.‏

كلُّ نازِلةٍ شَديدةٍ بالإِنسانِ فهي قارِعَة‏.‏

كلُّ ما كانَ على ساقٍ من نَباتِ الأرْضِ فهو شَجَرٌ‏.‏

كلُّ شيءٍ من النَّخلِ سِوَى العَجْوَةِ فهو اللَينُ واحدتُه لِينَة‏.‏

كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ فهو حَديقة والجمع حَدَائق‏.‏

كلُ ما يَصِيدُ من السِّبَاعِ والطَّيرِ فهو جَارِح، والجمعُ جَوَارِحُ‏.‏

الفصل الثاني ‏(‏في ذِكْر ضُرُوبٍ مِنَ الحَيَوان‏)‏

‏(‏عن اللَّيث عنِ الخليلِ وعنِ أبي سعيدٍ الضرير وإبنِ السَّكِيتِ وابنِ الأعرابي وغيرِهم مِنَ الأئمّةِ‏)‏‏.‏

كلُّ دابَّةٍ في جَوْفِها رُوح فهي نَسَمَة‏.‏

كُلُّ كرِيمَةٍ منَ النساءِ والإبلِ والخَيْل وَغَيْرِها فهي عَقِيلة‏.‏

كلُّ دابةٍ اسْتُعْمِلَتْ مِنَ إبل وبقرٍ وحَميرٍ ورَقِيقٍ فهيَ نَخَّة ولا صدَقَةَ فِيها‏.‏

كلُّ امرأةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِها وكلُّ نَاقةٍ طَرُوقَةُ فَحْلِها‏.‏

كُلُّ أخْلاطٍ مِنَ الناس فَهم أوْزَاع وأعناق‏.‏

كلُّ ما لَه ناب ويَعْدُو على النّاسِ والدَّوابِّ فَيفْتَرِسُها فهو سَبع‏.‏

كلُّ طائرٍ ليسَ منَ الجوارحِ يُصادُ فهو بُغَاث‏.‏

كلُّ ما لاَ يَصيدُ من الطيرِ كالخُطّافِ والخُفّاش فهو رُهَام‏.‏

كلُّ طائرٍ له طَوْق فهو حَمَامٌ‏.‏

كلُّ ما أشْبَهَ رَأسهُ رُءوس الحَيَّاتِ والحَرَابِي وسَوَامَّ أبْرصَ ونحوِها فهو حَنَش‏.‏

الفصل الثالث‏:‏ في النَّبَاتِ والشَّجَرِ

‏(‏عن الليثِ عنِ الخليلِ، وعنْ ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ، وعنْ سَلْمَةَ عن الفرَّاءِ، وعن غيرِهم‏)‏‏.‏

كلُّ نَبْتٍ كانتْ ساقُه أنابِيبَ وكُعُوباً فهو قَصَبٌ‏.‏

كلُّ شجرٍ لهُ شَوك فهو عِضاة‏.‏

وكلُّ شجر لا شَوْكَ له فهو سَرْح‏.‏

كلُّ نبْتٍ لهُ رائحةٌ طيِّبةٌ فهو فاغيةٌ‏.‏

كلُ نَبْتٍ يَقَعُ في الأدْوِيةِ فهو عَقَّار والجمع عَقاقيرُ‏.‏

كلُّ ما يُوكُل منَ البُقُولِ غيرِ مطبوخ فهو منْ أحْرَارِ البُقولِ‏.‏

كلُّ ما لا يُسْقَى إلا بماءِ السماءِ فهو عِذْيٌ‏.‏

كلُّ مَا وَارَاكَ من شجرٍ أو أكَمَةٍ فهو خَمَر، والضّرّاءُ ما واراك مِنَ الشّجَرِ خاصّةً‏.‏

كلُّ ريْحَانٍ يُحَيَّا به فهو عَمَارٌ، ومنهُُ قول الأعْشى‏:‏ ‏(‏من المتقارب‏)‏‏.‏

فلمَّا أتانا بُعَيْدَ الْكَرَى سَجَدْنا له ورفَعْنا العَمَار‏.‏

الفصل الرابع‏:‏ في الأمْكِنَةِ

‏(‏عنِ اللّيثِ وأبي عَمْرٍ ووالمؤرِّجِ وأبي عُبيدةَ وغيرِهم‏)‏‏.‏

كلُّ بُقْعةٍ لَيسَ فِيها بِناء فَهيَ عَرْصَةٌ‏.‏

كلُّ جَبَل عظيم فهو أخْشَبً‏.‏

كلُّ موضع حَصِينٍ لا يُوصَلُ إلى ما فيهِ فهو حِصْن‏.‏

كلُّ شيءٍ يُحْتَفَرُ في الأرْضِ إذا لم يكُنْ من عَمَلِ النَاسِ فهو جُحْرٌ‏.‏

كلُّ بَلَدٍ واسع تَنْخَرِق فيه الرّيح فهوَ خَرْق‏.‏

كلُ مُنْفَرج بينَ جبال أو آكام يكونُ مَنْفذاً لِلسَّيلِ فهو وَادٍ‏.‏

كلُّ مدينةٍ جامعةٍ فهيَ فُسْطَاطً، ومنهُ قيلَ لِمدينةً مصرَ التي بناهَا عَمْرُو بنُ العاص‏:‏ الفُسْطَاطُ‏.‏ ومنه الحَدِيث‏:‏ ‏(‏عليكمٍ بالجماعةِ فإنَّ يدَ اللّه على الفِسْطاط‏)‏، بكسرِ الفَاءِ وضَمِّها‏.‏

كل مقَام قامَهُ الإِنسان لأمرٍ مَا فَهوَ مَوْطِن، كقولِكَ‏:‏ إذا أتيتَ مكةَ فوقفتَ في تِلكَ المَواطِنِ فادْعُ الله لِي، وُيقالُ‏:‏ المَوطنُ المشْهدُ منْ مَشَاهِدِ الحربِ، ومنه قولُ طَرَفَة‏:‏ ‏(‏من الطويل‏)‏‏:‏

على مَوطنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى مَتَى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفرائِصُ تُرْعَدِ‏.‏

الفصل الخامس‏:‏ في الثِّيَابِ

‏(‏عنْ أبي عَمْرو بنِ العَلاءِ والأصْمَعِي وأبي عُبيدةَ واللّيثِ‏)‏‏.‏

كلُّ ثَوبِ منْ قُطنٍ أبيضَ فهو سَحْلٌ‏.‏

كلُّ ثوب منَ الإبْريسَمِ فهو حَرِير‏.‏

كلُّ ما يلي الجسَدَ من الثيابِ فهو شِعارٌ‏.‏

و كلّ ماَ يلي الشّعَار فهو دِثَاد‏.‏

كلُ مُلاءَةٍ لَمْ تكنْ ذاتُ لِفْقَيْنِ فهي رَيْطةٌ‏.‏

كلُّ ثوب يُبتَذَلُ فهو مِبْذَلَة ومِعْوَزٌ‏.‏

كلُّ شيءٍ أودَعْتَه الثّيابَ من جُؤْنةٍ أو تَخْتٍ أو سفَطٍ فهو صُوانٌ وصِيَان، بضمّ الصّاد وكسرها‏.‏

كلُّ ما وَقَى شيئاً فهو وِقاء لَهُ‏.‏

الفصل السادس‏:‏ في الطَّعَامَ

‏(‏عنِ الأصْمَعِي وأبي زيدٍ وغيرِهما‏)‏‏.‏

كلُّ ما أذيبَ من الألْيَةِ فهو حَمٌّ وَحَمَة‏.‏

وكلُّ ما أذِيبَ مِنَ الشّحْمِ فهو صُهارة وجَميل‏.‏

كلُّ ما يؤَتَدَمُ بِهِ منْ سَمْنٍ أو زيتٍ أو دهْنٍ أو وَدَكٍ أو شَحْم فهو إهَالَة‏.‏

كلُّ ما وَقَيْتَ بِهِ اللحمَ مِنَ الأرضِ فهو وضَمٌ‏.‏

كلُّ ما يُلْعَقُ مِن دَوَاءٍ أو عَسلٍ أو غيرِهما فهو لَعُوقٌ‏.‏

كلُّ دواءٍ يُؤخذُ غيرَ معجونٍ فهو سَفُوف‏.‏

الفصل السابع‏:‏ في فُنُونٍ مُخْتَلِفَةِ التّرْتِيبِ عن أكثر الأئمة

كلُّ ريحٍ تَهُبُّ بينَ رِيحَينِ فهي نَكْباءُ‏.‏

كلُّ ريح لا تُحرِّكُ شَجَراً ولا تُعَفِّي أثَراً، فهي نَسيم‏.‏

كلُ عظْم مستدَيرٍ أجْوَفَ فهو قَصَب‏.‏

كلّ عظْم عريض فهو لَوْح‏.‏

كلُّ جِلْدٍ مدْبُوغ فهو سِبْت‏.‏

كلُّ صانع عندَ العَرَبِ، فهو إسكاف‏.‏

كلُّ عامل بالحديدِ فهو قَيْن‏.‏

كلُّ ما ارتَفَعَ منَ الأرض فهو نَجْد‏.‏

كلُّ أرْض لا تُنْبِتُ شيئاً فهي مَرْت‏.‏

كلُّ شيءٍ فيهِ اعْوِجاج وَانْعِرَاج كالأضْلاع والإِكافِ والقَتَبِ والسَّرْجِ والأودية فهو حِنْوٌ، بكسر الحاء وفتحها‏.‏

كلُّ شيءٍ سَدَدْتَ به شيئاً، فهو سِدَاد، وذلك مِثْلُ سِدادِ القارورةِ، وسِدادِ الثَّغْرِ، وسدادِ الخَلَّةِ‏.‏

كلُّ مال نفيسٍ عنْدَ العربِ فهو غُرَّة‏:‏ فالفَرَسُ غُرَّةُ مالِ الرجلِ، والعبد غُرَّةُ مالِهِ، والنَّجِيبُ غُرَّةُ مالِهِ، والأمَةُ الفَارِهةُ مِنْ غُرَرِ المالِ‏.‏

كلُّ ما أَظَلَّ الإِنسانَ فوقَ رَأْسِهِ من سَحَابٍ أو ضَبَابٍ أو ظِلّ فهو غيابٌ‏.‏

كلُّ قِطْعَةٍ من الأرضِ على حِيالَها من المَنَابِتِ والمزارِع وغيرِها فهي قَرَاح‏.‏

كلُّ ما يرُوعُكَ منه جَمالٌ أو كَثْرَة فهو رائع‏.‏

كلُّ شَيْءٍ اسْتَجَدْتَهُ فَأَعْجَبَكَ فهو طُرْفَة‏.‏

كلُّ ما حلَّيْتَ بهِ امرأةً أو سيفاً فهو حَلْيٌ‏.‏

كلُّ شيءٍ حفَّ مَحْمَلهُ فهو حِفُّ‏.‏

كُلُّ مَتاع من مال صامتٍ أو ناطقٍ فهو علاَقَةُ‏.‏

كُلُّ إناءٍ يُجْعَلُ فِيهِ الشَرَابُ فهو ناجُود‏.‏

كلُّ ما يَسْتَلِذُّهُ الإِنسانُ من صَوْتٍ حَسَنٍ طَيِّبٍ فهو سَمَاع‏.‏

كلُّ صائتٍ مُطْرِبِ الصَّوتِ فهو غَرِد ومُغرِّد‏.‏

كلُّ ما أَهْلَكَ الإِنْسانَ فهو غُول‏.‏

كل دُخانٍ يسْطَعُ مِن ماءٍ حارً فهو بُخَار وكذلك من النَّدى‏.‏

كلُّ شَيْءٍ تَجَاوَزَ قَدْرَهُ فهو فاحِش‏.‏

كلُّ ضَرْبِ من الشَيْءِ وكلُّ صِنْفٍ منَ الثمارِ والنّبَاتِ وغَيرِها فهو نَوْع‏.‏

كلُّ شَهرٍ في صَمِيمَِ الحرِّ فهو شَهْرُ نَاجِرٍ‏.‏ قال ذو الرُّمّة‏:‏ ‏(‏من الطويل‏)‏‏:‏

صَرًى آجِن يَزْوِي لَهُ المَرْءُ وَجْهَهُ إذَا ذَاقَهُ الظَّمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ‏.‏

وكلُّ ما لا رُوحَ لَهُ فهو مَوَاتٌ‏.‏

كلُّ كلام لا تفهَمُهُ العربُ فهو رَطَانَة‏.‏

كلُّ ما تَطَيّرْتَ بِهِ فهو لُجْمَة، ومنهُ قول العَرَبِ للًرَجلِ إذا ماتَ‏:‏ عَطَسَتْ بِهِ اللُّجَم وأنشد أبو بكر بنُ دُريد‏:‏ ‏(‏من الرجز‏)‏‏:‏

‏(‏ولا أخَافُ اللُّجَمَ العَوَاطِسا‏)‏‏.‏

واللُجَمُ أيضاً دُويبَّة‏.‏

كلُّ شيءٍ يُتَّخذُ رَبًّا وُيعبَدُ مِنْ دُونِ اللهّ عزَّ وجل فهو الزُّورُ والزُّونُ‏.‏

كلُّ شيءٍ قليل رقيقٍ مِن ماءٍ أو نَبْتٍ أو عِلْم فهو رَكِيكٌ‏.‏

كلُّ شيءٍ لَهُ قَدْر وَخَطَر فهو نَفِيس‏.‏

كلُّ كَلِمَةٍ قَبِيحَةٍ فهي عَوْرَاءُ‏.‏

كلُّ فَعْلَةٍ قبيحةٍ فَهي سَوْآءُ‏.‏

كلُّ جَوْهَرٍ مِن جواهِرِ الأرضِ كالذّهَبِ والفِضَّةِ والنُّحاسِ، فهو الفِلِزُّ‏.‏

كلُّ شَيْءٍ أحاطَ بالشَّيءِ فهو إطارٌ له، كإطارِ المُنْخلِ والدُّفِّ، وإطارِ الشَّفة وإطارِ البيتِ كالمِنْطَقَةِ حَوْلَه‏.‏

كلُّ وسْم بمكوًى فهو نارٌ، وما كانَ بغيرِ مِكْوًى فهو حَرْقٌ وَحزٌّ‏.‏

كلُّ شَيْءٍ لانَ مِنْ عُودٍ أو حَبْل أو قناةٍ فهو لَدْنٌ‏.‏

كلُّ شيءٍ جَلَسْتَ أو نِمتَ عَلَيهِ فوجدتَهُ وطيئاً، فهو وثِيرٌ‏.‏

الفصل الثامن‏:‏ عن أبي بكر الخُوَارَزْمِيّ عن ابنِ خالويهِ

كلُّ عِطْرٍ مائِع فهو المَلاَبُ‏.‏

وكلُّ عِطْرٍ يابِس فهو الكِبَاءُ‏.‏

وكلُ عِطْرٍ يُدَقُّ فهو الالَنْجُوجُ‏.‏

الفصل التاسع‏:‏ يُنَاسِبُ ما تَقَدَّمَهُ في الأفْعَالِ عَنِ الأئمَّةِ

كُلُّ شَيْءٍ جاوزَ الحَدَ فقدْ طَغَى‏.‏

كلُّ شيءٍ توسَّعَ فقدْ تَفَهَّقَ‏.‏

كلُّ شيءٍ علا شيئاً فقدْ تَسَنَّمهُ‏.‏

كلُّ شيءٍ يَثُورُ للضّررِ يُقالُ له قَدْ هَاجَ، كَمَا يُقالُ‏:‏ هَاجَ الفحْل، وهاجَ به الدَّمُ، وهَاجَتِ الفِتْنَةُ، وهَاجَتِ الحَرْبُ، وهَاجَ الشَرُّ بين القَوْمِ، وهَاجَتِ الرِّياحُ الهُوجُ‏.‏

الفصل العاشر‏:‏ وجدتُهُ عن أبي الحسين أحمدَ بنِ فارس ثمّ عرضتُهُ على كُتُبِ اللُّغَةِ فَصَحَّ

اقْتَمَّ ما على الخِوانِ إذا أكلَهُ كُلَّهُ‏.‏

واشْتَفَّ ما في الإِناءِ إذا شَرِبَهُ كُلَّهً‏.‏

وامتكَّ الفَصِيلُ ضَرْعَ امِّهِ إذا شَرِبَ كلَّ ما فيهِ‏.‏

ونَهَكَ الناقةَ حَلْباً إذا حَلَبَ لَبَنَها كُلَّهُ‏.‏

ونَزَفَ البئرَ إذا اسْتَخْرَجَ ماءَهَا كُلَّهُ‏.‏

وسَحَفَ الشَّعَرَ عن الجلْدِ إذا كَشَطَه عنه كُلَّهُ‏.‏

واحْتَفَ ما في القِدْرِ إذا أكلَهً كُلَهُ‏.‏

وسمَّدَ شَعَرَهُ وسبَّدَهُ إذا أَخَذَهُ كُلَهُ‏.‏

الفصل الحادي عشر‏:‏ عَنِ ابنِ قُتَيبةَ

وَلَدُ كلِّ سَبع جَرْو‏.‏

وَلَد كلِّ طَائِرٍ فَرْخ‏.‏

وَلَدُ كُلِّ وحشيّةٍ طِفْلٌ‏.‏

وكلُّ ذاتِ حافرٍ نَتوجٌ وعَقوقٌ‏.‏

وكل ذَكَر يَمْذي، وكُلُّ انثى تَقذِي‏.‏

الفصل الثاني عشر‏:‏ عن أبي علي لغدةَ الأصفهاني

كلُّ ضارب بِمُؤخّرِهِ يَلسَعً كالعقربِ والزُّنبُورِ‏.‏

وكلُّ ضاربٍ بِفَمِهِ يَلْدغُ كالحَيَّةِ وسامّ أبرصَ‏.‏

وكلَ قابض بأسنانِهِ ينهشُ كالسَّباعِ‏.‏

الفصل الثالث عشر‏:‏ وجدتُهُ في تعليقاتي عن أبي بكر الخوارزْمِي يليق بهذا المكان

غُرَّة كُلِّ شيءٍ أولُهُ‏.‏

كَبِدُ كُلِّ شيءٍ وَسَطُهُ‏.‏

خاتِمةُ كُلِّ أمرٍ آخرُهُ‏.‏

غَرْبُ كُلِّ شيءٍ حدُّهُ‏.‏

فَرْعُ كُلِّ شيءِ أَعْلاَهُ‏.‏

سِنْخُ كُلِّ شيء أصْلُهُ‏.‏

جِذْرُ كُلِّ شيءٍ أصلُهُ ومثلُه الجَذْمُ‏.‏

أزْمَلُ كُلِّ شيءٍ صَوتُهُ‏.‏

تباشِيرُ كلِّ شيءٍ أوَّلُهُ، ومنه تباشيرُ الصُّبْحِ‏.‏

نُقاية كلِّ شيءٍ ضِدُّ نفايَتِهِ‏.‏

غَوْرُ كلِّ شيءٍ قَعْرُهُ‏.‏

الفصل الرابع عشر‏:‏ يُناسبُ مَوضوعَ البابِ في الكليَّاتِ عَنِ الأئمة

الجَمُّ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شيءٍ‏.‏

العِلقُ النفيسُ مِن كُلِّ شيءٍ‏.‏

الصَرِيحُ الخالِصُ من كلِّ شيءٍ‏.‏

الرَّحْبُ الواسِعُ من كلِّ شيءٍ‏.‏

الذَّرِبُ الحادُّ من كلِّ شيءٍ‏.‏

المُطَهَّمُ الحسنً التَّامُّ منْ كلِّ شيءٍ‏.‏

الصدْعُ الشَّقُّ في كلِّ شيءٍ‏.‏

الطَلاَ الصغير من ولدِ كُلِّ شيءٍ‏.‏

الزِّرْيابً الأصْفرُ من كلِّ شيءٍ‏.‏

العَلَنْدَى الغليظُ من كلِّ شيءٍ‏.‏

في التنزيل والتمثيل

الفصل الأوّل‏:‏ في طبقاتِ النَّاسِ وذِكْرِ سَائِرِ الحَيوَانَاتِ وأَحْوالِها وما يتّصِلُ بِها عن الأئِمةِ

الأسْباطُ في وُلْدِ إسحاقَ في منزلةِ القَبائلِ في وُلْدِ إسماعيلَ عليهِما السلامُ‏.‏

أرْدَاف الملوكِ في الجاهليةِ بمنزلةِ الوزراءِ في الإِسلامِ، والرّدَافَةُ كالوزارةِ، قال لبيد‏:‏ ‏(‏من الكامل‏)‏‏:‏

وَشَهِدْتُ أنْجِيةَ الافاقةِ عَالياً كَعْبي، وأَرْدَافُ المُلُوكِ شُهودُ‏.‏

الأقْيالُ لِحِمْيرَ كالبَطَاريقِ للرُّومِ‏.‏

المُرَاهِقُ مِنَ الغِلْمانِ بمَنْزِلَةِ المُعْصِرِ مِنَ الجَوَارِي‏.‏

الكاعِبُ مِنْهُنَّ بِمَنْزِلَةِ الحَزَوَّرِ مِنْهُمْ‏.‏

الكَهْلُ مِنَ الرِّجالِ بمنزلةِ النَّصَفِ مِنَ النَساءِ‏.‏

القَارِحُ مِنَ الخَيْلِ بِمَنزِلةِ البازِلِ مِنَ الإبلِ‏.‏

الظِّرْفُ مِنَ الخَيْل بمَنْزِلَةِ الكَرِيمِ مِنَ الرِّجالِ‏.‏

البَذَجُ مِنْ أَوْلادِ الضَّأْنِ مِثْلُ العَتُودِ مِنْ أَوْلادِ المَعزِ‏.‏

الشّادِنُ مِنَ الظِبّاءِ كالنَّاهِضِ مِنَ الفِرَاخِ‏.‏

العَجِيرُ مِنَ الخَيْلِ كالسَّرِيسِ مِنَ الإبِل والعِنِّينِ مِنَ الرِّجالِ‏.‏

رُبُوضُ الغَنَمِ مِثْلُ بُرُوكِ الإِبِلِ وجُثُوم الطَّيرِ وجُلُوسِ الإنْسانِ‏.‏

خِلْفُ النَّاقَةِ بِمَنْزِلَةِ ضَرْعِ البَقَرَةِ وثَدْيِ المَرْأَةِ‏.‏

البَرَاثِنُ مِنََ الكَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الأصابِع مِنَ الإنْسانِ‏.‏

الكَرِشُ مِنَ الدَّابةِ كالمَعِدَةِ مِنَ الإنسانِ والحوْصَلَةِ مِنَ الطّائِر‏.‏

الصهْرُ منَ الخَيْلِ بمَنْزِلةِ الفَصِيلِ مِنَ الإبِلِ، والجَحْشِ مِنَ الحميرِ والعِجْلِ مِنَ البَقَرِ‏.‏

الحافِرُ للدَّابةِ كالفِرْسِنِ للبعِيرِ‏.‏

المَنْسِمُ للبعيرِ بِمنزلةِ الظُفْرِ للإنسانِ والسُنْبُكِ لِلدَّابةِ والمِخْلَبِ للطَّيرِ‏.‏

الخُنَان في الدَّوابِ كالزُّكام في النّاسِ‏.‏

اللُّغَامُ للبعيرِ كاللُّعابِ للإنسانِ‏.‏

المُخاطُ مِنَ الأنْفِ كاللُّعابِ من الفًم‏.‏

النَّثِيرُ للدوابِّ كالعُطاسِ لِلنّاسِ‏.‏

النَّاقَةُ اللّقُوحُ بمنزلةِ الشّاةِ اللَّبُونِ والمرأَةِ المرضِعةِ‏.‏

الوَدْجُ للدَّابةِ كالْفَصْدِ للإنسان‏.‏

خِلاَءُ البعيرِ مثلُ حِرانِ الفَرَسِ‏.‏

نُفُوقُ الدابّةِ مثْلُ مَوْتِ الإنسانِ‏.‏

الزَهْلَقَةُ للحمارِ بِمنْزِلَةِ الهَمْلَجةِ لِلفَرَسِ‏.‏

سَنَقُ الدابّةِ بمنزلةِ إتخامِ الإنسانِ، وهوَ في شِعْرِ الأعْشى‏.‏

الغُدّةُ للبعيرِ كالطّاعونِ للاِنسانِ‏.‏

الحاقِنُ للبولِ كالحاقبِ للغائطِ‏.‏

الحَصْرُ مِنَ الغائِطِ كالأسْرِ مِنَ البولِ‏.‏

الهَمَجُ فيما يطيرُ، كالحشراتِ فيما يَمْشِي‏.‏

الصِّيقُ من الدابَةِ كالفَسْوِ مِنَ الإِنسانِ‏.‏

النَّاتِجُ للإِبِلِ بمنزلة القابِلَةِ للنساءِ إذا وَلَدْنَ‏.‏

صَبّارَة الشتاءِ بمنزلَةِ حَمّارَةِ القَيْظِ‏.‏

الفصل الثاني‏:‏ في الإبل عن المبرّد

البَكْرُ بمنزلةِ الفَتى‏.‏

والقَلُوصُ بمنْزِلةِ الجاريةِ‏.‏

والجَمَلُ بمنزلة الرَّجُلِ‏.‏

والنّاقةُ بمنزلةِ المرأةِ‏.‏

والبَعيرُ بمَنزلةِ الإِنْسان‏.‏

الفصل الثالث‏:‏ علّقْتُهُ عَنْ أبي بكرٍ الخُوارَزْمي

المِخْلافُ لليَمنِ كالسّوَادِ للعراقِ والرُّسْتَاقِ لخُراسَان‏.‏

والمِرْبَدُ لأهلِ الحِجَازِ كالأَنْدَرِ لأهلِ الشّامِ والبَيْدَرِ لأهلِ العراقِ‏.‏

والإِرْدَبُّ لأهلِ مِصْرَ كالقَفِيزِ لأهل العرَاق‏.‏

الفصل الرابع‏:‏ في أنواع مِنَ الآلاتِ والأدواتِ

‏(‏عَنِ الأئِمةِ‏)‏‏.‏

الغَرْزُ لِلْجَمَلِ كالرِّكَابِ للفرسِ‏.‏

الْغُرْضَةُ للبعيرِ كالحِزام للدّابة‏.‏

السِّناف للبعيرِ كاللَّبَبِ للدابّةِ‏.‏

المِشرَطُ للحجَّامِ كالمِبضَعِ للفَاصِدِ والمِبْزًعِ للبيْطار‏.‏

الفصل الخامس‏:‏ في ضُرُوبِ مُخْتَلفةِ التَّرتِيبِ عَن الأئِمَّةِ

الرُّؤبةُ للإِناءِ كالرُّقْعَةِ للثَّوبِ‏.‏

الدَسَمُ مِن كلِّ ذي دُهْنٍ كالوَدَكِ من كلِّ ذِي شَحْم‏.‏

العَقَاقِيرُ فيما تُعالجُ بِهِ الأدويهُ كالتّوابِلِ فيما تُعالجُ بِهِ الأطعمةُ، والأفْوَاهِ فيما يُعالجُ به الطِّيبُ‏.‏

البذْرُ لِلْحنْطَةِ والشَّعيرِ وسائِر الحبُوبِ كالبزْرِ للرَياحينِ والبقولِ‏.‏

اللّفْحُ مِنَ الحرِّ كالنَّفْحِ مِنَ البَرْدِ‏.‏

الدَّرَجُ إلى فوْقُ كالدَرَكِ إلى اسْفَلُ، ومنهُ قيلَ‏:‏ إنّ الجَنَةَ دَرَجَات والنَّارَ دَرَكات‏.‏

الهَالَةُ للقَمَرِ كالدَّارَةِ للشَمْسِ‏.‏

الغَلَتُ في الحسابِ كالغَلَطِ في الكلام‏.‏

البَشَمُ مِنَ الطَعَام كالبَغَرِ منَ الشَّرَابِ والماء‏.‏

الضًّعْفُ في الجسم كالضَّعْفِ في العَقْلِ‏.‏

الوَهْنُ في العظمِ والأمرِ كالوَهْي في الثّوْب والحبْلِ‏.‏

حَلاَ في فَمِي مثلُ حَلِيَ في صَدْري‏.‏

البصيرَةُ في القلْبِ كالبَصَرِ في العَين‏.‏

الوُعورَةً في الجبَلِ كالوُعُوثَةِ في الرَمْلِ‏.‏

العَمَى في العَينِ مثلُ الْعَمَهِ في الرَّأي‏.‏

البَيْدَرُ لِلحنْطَةِ بمنزلةِ الجرِينِ للزّبِيبِ والمِرْبَدِ للتّمْرِ‏.‏

في الأشياء تختلفً أسماؤها وأوصافها باختلاف أحْوالها

الفصل الأول‏:‏ فيما رُوِيَ منهِا عَنِ الأئمةِ، وعنْ أبي عُبيدةَ

لا يُقالُ كأسٌ إلاّ إذا كان فيها شَرَاب، وإلا فهي زُجَاجة‏.‏

ولا يُقَالُ مائدةٌ إلاّ إذا كان عليها طَعَامٌ، وإلاّ فهي خِوَان‏.‏

لا يُقالُ كُوزٌ إلا إذا كانَتْ له عُرْوَة، وإلا فهو كُوب‏.‏

لا يُقالُ قلَمٌ إلاّ إذا كانَ مبريًّا، وإلاّ فهو أُنْبوبَة‏.‏

ولا يُقالُ خاتَمٌ إلاّ إذا كانَ فيه فَصّ، وإلاّ فَهُوَ فَتْخَةٌ‏.‏

ولا يُقالُ فَرْوٌ إلاّ إذا كانَ عَلَيْهِ صُوف، وإلاّ فَهُوَ جِلْد‏.‏

ولا يُقالُ رَيْطَةٌ إلاّ إذا لم تَكُنْ لِفْقَيْنِ، وإلاّ فَهِيَ مُلاءَة‏.‏

ولا يُقال أَرِيكة إلاّ إذا كانَ عليها حَجَلَةٌ، وإلاّ فهيَ سَرِير‏.‏

ولا يُقالُ لَطِيمة إلاّ إذا كان فيها طِيب، وإلا ّفهي عِير‏.‏

ولا يُقال رُمْح إلاّ إذا كانَ عَلَيهِ سِنَانٌ، وإلا فهو قناة‏.‏

الفصل الثاني‏:‏ في احْتِذَاءِ سائِر الأئمةِ تمثيلَ أبي عُبيدةَ منْ هذا الفَنّ

لا يُقالُ نَفَقٌ إلاّ إذا كان له مَنْفَذ، وإلاّ فهو سَرَبٌ‏.‏

و لا يُقَالُ عِهْن إلاّ إذا كان مَصْبُوُغاً وإلا فهو صُوفٌ‏.‏

و لا يُقالُ لحم قديدٌ إلاّ إذا كان مُعالجاً بتوابِلَ، وإلاّ فهو طَبِيخٌ‏.‏

و لا يُقالُ خِدْرٌ إلاّ إذا كانَ مُشَتَمِلاً على جارِيَةٍ مُخَدَرَةٍ، وإلاّ فهو سِتْر‏.‏

ولا يُقالُ مِغْوَلٌ إلاّ إذَا كانَ في جَوفِ سَوْطِ وٍإلاّ فهو مِشْمَل‏.‏

ولا يُقالُ رَكِيَّة إلاّ إذا كانَ فيها ماء، قَلَّ أوْ كَثُرَ، وإلاّ فهي بئرٌ‏.‏

و لا يُقال مِحْجَن إلاّ إذا كانَ في طَرفِهِ عُقّافَة وإلاّ فهو ر عَصًا‏.‏

ولا يُقالُ وَقُود إلاّ إذا اتَّقدَتْ فيهِ النارُ، وإلاّ فهو حَطَب‏.‏

ولا يًقالُ سَيَاعٌ إلاّ إذا كانَ فيهِ تِبْن وإلاّ فهو طِين‏.‏

ولا يُقالُ عَوِيلٌ إلاّ إذا كانَ مَعَهُ رَفع صَوْتٍ، وإلاّ فهو بُكَاء‏.‏

ولا يُقالُ مُورٌ للغُبَارِ إلاّ إذا كان بالرِّيحِ، وإلاّ فهو رَهَجٌ‏.‏

و لا يُقالُ ثَرًى إلاّ إذا كان نَدِيًّا، وإلاّ فهو تُراب‏.‏

ولا يُقالُ مَأْزِق ومأْقِط إلاّ في الحَرْبِ، وإلاّ فهو مَضِيق‏.‏

ولا يُقالُ مُغَلْغَلَةٌ إلاّ إذا كانتْ مَحْمُولةً منْ بَلدٍ إلى بَلدٍ، وإلاّ فهي رِسالة‏.‏

ولا يُقَالُ قراحٌ إلا إذا كانتْ مُهيّأَةً للزِّرَاعةِ وإلاّ فهي بَرَاح‏.‏

لا يُقالُ لِلْعبْدِ ابِق إلاّ إذا كانَ ذهَابُهُ مِن غَيْرِ خَوْفٍ ولا كَدِّ عَمَل، وإلاّ فهو هارِب‏.‏

لا يُقالُ لِماءِ الفَمِ رُضاب إلاّ ما دامَ في الْفَمِ، فإذا فارقَهُ فهو بُزَاق‏.‏

لا يُقالُ للّشجاع كَمِيّ إلا إذا كان شاكيَ السِّلاحِ، وإلاّ فهو بَطَل‏.‏

الفصل الثالث‏:‏ فيما يقارِبُهُ ويُنَاسِبُهُ

لا يقالُ للطَّبَقِ مِهْدىً إلاّ ما دامَتْ عليه الهَدِيَّةُ‏.‏

ولا يُقالُ للبعيرِ رَاويةٌ إلاّ ما دامَ عليهِ الماءُ‏.‏

لا يُقالُ للمرأةِ ظَعينةٌ إلاّ ما دامَتْ راكِبةً في الهَوْدَج‏.‏

لا يُقالُ للسَّرْجينِ فَرْثٌ إلاّ ما دَامَ في الكرِشِ‏.‏

لا يقالِ لِلدَّلْوِ سَجْل إلاّ ما دامَ فيها ماء قلَّ أو كَثُرَ‏.‏

ولا يُقالُ لها ذَنوب إلاَ إذا كانتْ مَلأَى‏.‏

ولا يُقالُ للسَّرِيرِ نَعْش إلاّ ما دامَ عليهِ الميَتُ‏.‏

لا يُقالُ للعَظْمِ عَرْق إلا ما دامَ عليهِ لَحم‏.‏

لا يُقالُ للْخَيْطِ سِمْطٌ إلاّ ما دَامَ فيهِ الخَرَزُ‏.‏

لا يُقالُ للثًوبِ حُلَّة إلاّ إذا كانَ ثَوبَيْنِ اثنينِ منْ جِنْس واحدٍ‏.‏

لا يُقالُ للحَبْلِ قَرَن إلاّ أنْ يُقْرَنَ فيهِ بَعِيرَانِ‏.‏

لا يُقالُ لِلقَوم رُفْقةٌ إلاّ ما دَامُوا مُنْضَمِّينَ في مَجْلِس واحدٍ أو في مَسِيرٍ واحدٍ، فإذا تَفَرَّقوا ذَهَبَ عَنهُمً اسمُ الرُفقَة‏.‏ ولم يَذْهَبْ عنهُم اسمُ الرّفيق‏.‏

لا يُقالُ للبِطِّيخ حَدَج إلاّ ما دامَتْ صِغاراً خُضْراً‏.‏

لا يُقَالُ للذَهب تِبْر إلاَّ ما دامَ غَيْرَ مَصُوغ‏.‏

لا يُقالُ لِلحجَارَةِ رَضْف إلا إذا كانَتْ مُحْمَاةً بالشَّمسِ أوَ النَّارِ‏.‏

لا يُقالُ للشَّمسِ الغَزَالةُ إلاّعِنْد ارْتِفاعِ النَهارِ‏.‏

لا يُقالُ للثَوْب مُطْرَف إلاّ إذا كانَ في طَرَفَيْهِ عَلَمَانِ‏.‏

لا يُقالُ للمَجْلِسِ النَّاتِي إلاّ إذا كانَ فيهِ أهْلُهَ‏.‏

لا يُقال للريحِ بَلِيل إلاّ إذا كانتْ بارِدَةً ومعها ندًى‏.‏

لا يُقالُ للمرأَةِ عَاتِق إلاّ ما دامتْ في بَيْتِ أَبويْها‏.‏

الفصل الرابع‏:‏ في مِثْلِهِ

لا يُقالُ للبَخِيلِ شَحِيح إلاّ إذا كانَ مَعَ بُخْلِهِ حَرِيصاً‏.‏

لا يُقالُ للَّذِي يَجِدُ البَرْدَ خَرِصٌ إلاّ إذا كانَ معَ ذلكَ جَائِعاً‏.‏

لا يُقالُ للماءِ المِلْحُ أُجاج إلاّ إذا كانَ مَعَ مُلوحَتِهِ مُرًّا‏.‏

لا يُقالُ للإسْرَاعِ في السَّيْرِ إهطَاع إلاّ إذا كانَ معَهُ خَوف‏.‏

ولا إِهْرَاع إلاَ إذا كانَ مَعَهُ رِعْدَة، وقد نَطَقَ القرآن بِهِمَا‏.‏

لا يقال للجَبَانِ كَعُّ إلاّ إذا كانَ مَعَ جُبْنِهِ ضعيفاً‏.‏

لا يُقالُ للمُقيمِ بالمَكانِ مُتَلَوَم إلاّ إذا كانَ على انْتِظَار‏.‏

لا يُقالُ للفَرَسِ مُحَجَل إلا إذا كانَ البَيَاضُ في قوائِمِهِ الأرْبَعِ أو في ثلاثٍ منها‏.‏

في أوائل الأشياء وأواخرها

الفصل الأوَّلُ‏:‏ في سِيَاقَةِ الأوَائِلَ

الصُّبْحُ أوَّلُ النَّهارِ‏.‏

الغَسَقُ أوَّلُ اللَّيْلِ‏.‏

الْوَسْمِيُّ أوَّلُ المَطرِ‏.‏

البَارِضُ أوَّلُ النَّبْتِ‏.‏

اللُّعَاعُ أوَّلُ الزَرْعِ، وهذآ عَنِ آللَّيثِ‏.‏

اللِّبَأُ أوَّلُ اللَّبنِ‏.‏

السُّلافُ أوَّلُ العَصِيرِ‏.‏

البَاكُورَةُ أوَّلُ الفَاكِهَة‏.‏

البِكْرُ أوَّلُ الْوَلَدِ‏.‏

الطَّلِيعَةُ أوَّلُ الجَيْشِ‏.‏

النّهَلُ أوَّلُ الشُرْب‏.‏

النَّشْوَةُ أوَّلُ السُّكْرِ‏.‏

الوَخْطُ أوَّلُ الشَّيْبِ‏.‏

النُّعَاسُ أوَّلُ النَّوْم‏.‏

الحَافِرَةُ أوَّلُ الأَمْرِ، وهيَ من قَولِ اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏أئِنَّا لَمرْدُودُونَ في الحَافِرَة‏}‏ اَي في أوَّلُ أمرِنا‏.‏ ويقال في المثلِ‏:‏ النَّقْدُ عند الحَافِرَةِ‏.‏ أي عندَ أوَّلُ كَلِمةٍ‏.‏

الفَرَطُ أوَّلُ الوُرّادِ وفي الحديث‏:‏ ‏(‏أنَا فَرَطُكُمْ على الحَوْض‏)‏، أي أوَّلُكُمْ‏.‏

الزُّلَفُ أوَّلُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ، وَاحِدَتُهَا زُلْفَة، عَنْ ثَعلب عن ابن الأعرابي‏.‏

الزَّفيرُ أوَّلُ صَوْتِ الحِمَارِ، والشَهِيقُ آخِرُهُ، عنِ الفَرَّاءِ‏.‏

النُّقْبَةُ أوَّلُ ما يَظْهَرُ من آلجرَبِ، عن الأصْمعِيّ‏.‏

العِلْقَةُ أوَّلُ ثَوبِ يُتَّخَذُ للصَّبيِّ، عن أبي عُبيدٍ عنِ العَدَبَّسِ‏.‏

الاسْتِهْلالُ أوَّلُ صيَاحِ المولودِ إذا وُلِدً‏.‏

العِقْيُ أوَّلُ ما يَخْرُجُ من بَطْنِهِ‏.‏

النَّبَطُ أوَّلُ ما يَظْهَرُ مِنْ ماءِ البئْرِ إذا حُفِرَتْ‏.‏

الرَّسُّ والرَّسِيسُ أوَّلُ ما يَاْخُذُ مِنَ الحُمَّى‏.‏

الفَرَعُ أوَّلُ ما تُنْتِجهُ الناقَةُ، وكانت العَرَب تَذْبَحُه لأَصْنامِها تَبرُكاً بِذَلك‏.‏

الفصل الثاني‏:‏ في مِثْلِها

صَدْرُ كلِّ شيءٍ وغُرَّتُهُ أوَّلُهُ‏.‏

فاتِحَةُ الكِتاب أوَّلُهُ‏.‏

شَرْخُ الشَّبابِ ورَيْعَانُه وعُنْفُوانُهُ ومَيْعَتُهُ وغُلَوَاؤُهُ أوَّلُهُ‏.‏

رَيْقُ الشَّبابِ وَرَيِّقُهُ أَزَلُهُ‏.‏

رَيِّقُ المطَرِ أوَّلُ شُؤبُوبِهِ‏.‏

حِدْثانُ الأمْرِ أَوَلُه‏.‏

قَرْنُ الشَّمْسِ أوَّلُها‏.‏

غُزَالَةُ الرِّيحِ أوَّلُها‏.‏

غَزَالَةُ الضًّحَى أوَلُها‏.‏

عُرُوكُ الجارِيةِ أوَّلُ بُلُوغِها مَبْلَغَ النِساءِ‏.‏

سَرَعانُ الخيلِ أَوائِلُها‏.‏

تَبَاشِيرُ الصُّبْح أَوائِلُهُ‏.‏

الفصل الثالث‏:‏ في الأوَاخِرِ

الأَهْزَعُ آخرُ السِّهام الذي يَبْقَى في الكِنَانَةِ‏.‏

السُّكَّيْتُ آخرُ الخَيلِ الّتِي تَجيءُ في أوَاخِر الحَلْبَةِ‏.‏

الغَلَسُ والْغَبَشُ آخِرُ ظُلْمَةِ اللَّيلِ‏.‏

الزُّكْمَةُ والعُجْزَةُ آخِر وَلَدِ الرَّجُلِ، عن أبي عَمْرو‏.‏

الكيُّولُ اخِرُ الصَّفِّ، عن أبي عُبيد‏.‏

الفَلْتَةُ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وُيقال‏:‏ بَلْ هي أخِرُ يَوم مِنَ الشَّهْرِ الذي بَعْدَهُ الشَّهْرُ الحَرَامُ‏.‏

البرَاءُ آخِرُ لَيْلَةٍ منَ الشَّهرِ، عنِ الأصْمعِيّ، وعًنِ ابنِ الأعرابي أنَّه آخِرُ يوم مِنَ الشَّهرِ وهو سَعْد عنْدَهم قالَ الراجِزُ‏:‏

إنّ عُبَيْداً لايكُونُ غُسَّا كمَا الْبَراءُ لايكُونُ نَحْسَا‏.‏

الغَائِرةُ اخِرُ القائِلةِ‏.‏

الخاتِمَةُ آخِرُ الأمْرِ‏.‏

سَاقَةُ العَسْكَرِ آخِرُهُ‏.‏

عُجْمَةُ الرَمْل آخِرُهُ‏.‏